رويت القصص الكثيرة عن بئر زمزم و أصله وحكايته وهذه إحدى الحكايا من كتاب " السيرة النبوية " ل " ابن هشام " حيث يقول :
قال ابن اسحق : ثم ولي عبد المطلب بن هاشم السقاية و الرفادة بعد عمه , فأقامها للناس , وأقام لقومه ماكان آباؤه يقيمون قبله بقومهم من أمرهم , و شرف في قومه شرفاً لم يبلغه احد من آبائه , وأحبه قومه وعظم خطره فبهم " . ثم يسرد ابن اسحق قصة حفر بئر زمزم فيقول :
قال الحارث بن عبد المطلب :
ما بك يا أبه فلست كما اعتدت أن تكون كل صباح .. فقال عبد المطلب :
يا بني , بي أمر غريب أجد له في نفسي وقعاً محيراً .
فأنا ابنك فأخبرني لعل لي من الرأي ما يعينك .
أعرف يا حارث صدق مشورتك , ولكن عدني أن تكتم الأمر .
أفعل يا أبه فهات ما عندك .
لقد أمرت بحفر زمزم
زمزم ... وما زمزم يا أبي ؟
بئر أمرني من أتاني في المنام بحفرها ... بل أمس أخبرني باسمها , أما هذا الذي أتاني فقد جاءني في الفجر و قال لي أحفر طيبة .
قلت له .. وما طيبة ؟
قال .. احفر برة .
قلت : وما برة ؟
قال ابن اسحق : وسال الحارث أباه قائلاً :
ولم يجبك على سؤاليك ؟
أبدا ً , فقد ذهب عني . ثم جاءني في اليوم التالي و أنا نائم في مضجعي و قال احفر المضنونة .
فقلت : وما المضنونة ؟ ثم ذهب عني وأنا أظن أن مابي مس من الشيطان سيذهب وحده كما جاء وحده حتى كان الأمس , ما أن نمت حتى جاءني قائلاً :
احفر زمزم
قلت : وما زمزم ؟
قال : لا تفرغ أبداً ولا يقل ماؤها , احفر زمزم , إنك إن حفرتها لم تندم , وهي تراث من أبيك الأعظم , تسقي الحجيج الأعظم , وهي بين الفرث و الدم , عند نقرة الغراب الأعصم , يملأ سواد جناحية بياض , عند قرية النمل , احفر زمزم تكون ميراثاً وعقداً محكم , ليست كبعض ما قد تعلم .
وما هي هذه العلامات يا أبه ؟
أنا الفرث و الدم فلأن ماءها سيكون شفاء من الأسقام وطعاما للجوعان .
وما الغراب الأعصم ؟
ورب الكعبة ما أدري يا حارث لعلها إشارة إلى مكان الحفر .
وقرية النمل ؟
ستكون زمزم عين مكة يا بني يردها الحجيج من كل جانب فيحملون إليها البر و الشعير . وغير ذلك , ومكة لا تحرث ولا تزرع .. وكذبك قرية النمل لا تحرث و لا تبذر و تجلب الحبوب إلى قريتها من كا جانب .
ما أظن إلا أن هذا التي أتاك قد أصدقك القول يا أبه .ز والرأي أن نبدأ الحفر من الغد .
إذن احمل معولك و اتبعني عند أول خيوط فجر الغد يا حارث و نرقب مكاناً فيه غراب ينقر .
وفي الغد انطلق عبد المطلب و ابنه الحارث يبحثان عن البئر , حتى إذا أتيا إلى مكان قال عبد المطلب :
انظر يا حارث هذه هي الحجارة اللينة التي تغطي عين الماء قد وصلنا إليها .
إنها هي يا أبه , لقد وحق وصلنا إلى زمزم .. وهنا يصيح عبد المطلب مكبراً فيظهر له نفر من قريش و يناديه أحدهم قائلاً :
قد أدركت وحق اللات سؤالك يا عبد المطلب و بلغت البئر .
وماذا لكم في الأمر ؟
يا عبد المطلب , هذه بئر أبينا إسماعيل . وإن لنا فيها حقاً , فأشركنا معك فيها .
ما أنا بفاعل . إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم , وأعطيته من بينكم .
فأنصفنا , فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها
أحقاً ؟
نعم , وإنا لفاعلون , فيقول الحارث :
أتجرؤ يا هذا ؟ ( و يتدارك عبد المطلب الأمر فيخاطب الحارث ) .
رويدك يا حارث , مالي من ولد غيرك , وما أنت قادر على أن تمنعني وتكف أذاهم عني ... فلا بد من قبول الخصومة ... ولكنني أشهدك و أشهد البيت العتيق لئن ولد لي عشرة نفر ثم بلغوا معي حتى يمنعوني لأنحرن أحدهم عند الكعبة .
هذا نذر عظيم يا أبت .
و الموقف الذي اقفه الآن مضطراً مرغماً أمامهم أعظم و أجل ...ثم يدور حوار بينه و بين ذلك النفر من قريش فيطلب منهم أن يجعلوا بينه و بينهم حكماً يختارونه هم ... ويقول أحدهم :
إذن فهي كاهنة بني سعد هذيم ... يا عبد المطلب .
ويرد عبد المطلب قائلاً ... نعم و اركل إليها في نفر من أهلي و تركبون معي إليها ... و تطول الرحلة و يشتد حر الطريق فيقول الحارث .
يا أبه لقد فرغ ماءنا و ظمئنا و ظمئ القوم معنا .
لكأني بنا من الهالكين .
وما الرأي يا أبه
نستسقي قريشاً علها تسقينا , أسرع براحلتك خلفي لنحدثهم في الأمر ... و يصلان إلى القوم وقد وقفوا يستهدون لماء ... ركب عبد المطلب يصب إليهم .
ياقوم لقد نفد ماؤنا و أوشك قومي على الهلاك فلو سقيتمونا معكم .. ويقول أحدهم :
لا وحق هبل يا عبد المطلب ما نعطيك من ماؤنا ... ويقول آخر :
نحن بمفازة ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ... ويقول عبد المطلب :
أهذه كلمتكم ...
ولا كلمة غيرها عندنا فعد إلى أهلك.
و يعود عبد المطلب إلى أهله يروي لهم قصته وما وقع له مع قريش حين نفد ماؤه و يستشيرهم في الأمر .
ماذا ترون الآن يا بني عبد مناف و قد رفضت قريش استسقاءنا ...ويرد الحارث :
ما رأينا إلا تبع رأيك يا أبي , فمرنا بما شئت .. وهنا بدلي عبد المطلب برأيه فيقول :
" فإني أرى أن يحفر كل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة , فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته , ثم واروه ... حتى يكون آخركم رجلاً واحداً .. فضيعة رجل واحد يموت بلا قبر بؤوي جسده ـلسر من ضيعة ركبنا جميعا ... ويقول الحارث :
نعم ما أمرت به يا أبه ... و ليحفر كل منا قبره بيده .. هيا ينا .
و ينتهي الجميع من الحفر ويقعد كل واحد فيهم أمام حفرته و تطول جلستهم فيقول الحارث لأبيه عبد المطلب :
هانحن قد حفر كل منا حفرته بنفسه و قعد ينتظر الموت عطشاً أمامها وقريش كلها تنظر إلينا ولا تحرك ساكناً .. ويرد عبد المطلب :
و الله يا حارث إن إلقائنا بأيدينا هكذا للموت , لا نضرب في الأرض , ولا نبتغي لأنفسنا خلاصاً ... لعجز ... فعسى الله أن يرزقنا بماء ببعض الطريق ... يسأله الحارث :
والرأي يا أبي ؟
فيجيب عبد المطلب :
قال ابن اسحق : ثم ولي عبد المطلب بن هاشم السقاية و الرفادة بعد عمه , فأقامها للناس , وأقام لقومه ماكان آباؤه يقيمون قبله بقومهم من أمرهم , و شرف في قومه شرفاً لم يبلغه احد من آبائه , وأحبه قومه وعظم خطره فبهم " . ثم يسرد ابن اسحق قصة حفر بئر زمزم فيقول :
قال الحارث بن عبد المطلب :
ما بك يا أبه فلست كما اعتدت أن تكون كل صباح .. فقال عبد المطلب :
يا بني , بي أمر غريب أجد له في نفسي وقعاً محيراً .
فأنا ابنك فأخبرني لعل لي من الرأي ما يعينك .
أعرف يا حارث صدق مشورتك , ولكن عدني أن تكتم الأمر .
أفعل يا أبه فهات ما عندك .
لقد أمرت بحفر زمزم
زمزم ... وما زمزم يا أبي ؟
بئر أمرني من أتاني في المنام بحفرها ... بل أمس أخبرني باسمها , أما هذا الذي أتاني فقد جاءني في الفجر و قال لي أحفر طيبة .
قلت له .. وما طيبة ؟
قال .. احفر برة .
قلت : وما برة ؟
قال ابن اسحق : وسال الحارث أباه قائلاً :
ولم يجبك على سؤاليك ؟
أبدا ً , فقد ذهب عني . ثم جاءني في اليوم التالي و أنا نائم في مضجعي و قال احفر المضنونة .
فقلت : وما المضنونة ؟ ثم ذهب عني وأنا أظن أن مابي مس من الشيطان سيذهب وحده كما جاء وحده حتى كان الأمس , ما أن نمت حتى جاءني قائلاً :
احفر زمزم
قلت : وما زمزم ؟
قال : لا تفرغ أبداً ولا يقل ماؤها , احفر زمزم , إنك إن حفرتها لم تندم , وهي تراث من أبيك الأعظم , تسقي الحجيج الأعظم , وهي بين الفرث و الدم , عند نقرة الغراب الأعصم , يملأ سواد جناحية بياض , عند قرية النمل , احفر زمزم تكون ميراثاً وعقداً محكم , ليست كبعض ما قد تعلم .
وما هي هذه العلامات يا أبه ؟
أنا الفرث و الدم فلأن ماءها سيكون شفاء من الأسقام وطعاما للجوعان .
وما الغراب الأعصم ؟
ورب الكعبة ما أدري يا حارث لعلها إشارة إلى مكان الحفر .
وقرية النمل ؟
ستكون زمزم عين مكة يا بني يردها الحجيج من كل جانب فيحملون إليها البر و الشعير . وغير ذلك , ومكة لا تحرث ولا تزرع .. وكذبك قرية النمل لا تحرث و لا تبذر و تجلب الحبوب إلى قريتها من كا جانب .
ما أظن إلا أن هذا التي أتاك قد أصدقك القول يا أبه .ز والرأي أن نبدأ الحفر من الغد .
إذن احمل معولك و اتبعني عند أول خيوط فجر الغد يا حارث و نرقب مكاناً فيه غراب ينقر .
وفي الغد انطلق عبد المطلب و ابنه الحارث يبحثان عن البئر , حتى إذا أتيا إلى مكان قال عبد المطلب :
انظر يا حارث هذه هي الحجارة اللينة التي تغطي عين الماء قد وصلنا إليها .
إنها هي يا أبه , لقد وحق وصلنا إلى زمزم .. وهنا يصيح عبد المطلب مكبراً فيظهر له نفر من قريش و يناديه أحدهم قائلاً :
قد أدركت وحق اللات سؤالك يا عبد المطلب و بلغت البئر .
وماذا لكم في الأمر ؟
يا عبد المطلب , هذه بئر أبينا إسماعيل . وإن لنا فيها حقاً , فأشركنا معك فيها .
ما أنا بفاعل . إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم , وأعطيته من بينكم .
فأنصفنا , فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها
أحقاً ؟
نعم , وإنا لفاعلون , فيقول الحارث :
أتجرؤ يا هذا ؟ ( و يتدارك عبد المطلب الأمر فيخاطب الحارث ) .
رويدك يا حارث , مالي من ولد غيرك , وما أنت قادر على أن تمنعني وتكف أذاهم عني ... فلا بد من قبول الخصومة ... ولكنني أشهدك و أشهد البيت العتيق لئن ولد لي عشرة نفر ثم بلغوا معي حتى يمنعوني لأنحرن أحدهم عند الكعبة .
هذا نذر عظيم يا أبت .
و الموقف الذي اقفه الآن مضطراً مرغماً أمامهم أعظم و أجل ...ثم يدور حوار بينه و بين ذلك النفر من قريش فيطلب منهم أن يجعلوا بينه و بينهم حكماً يختارونه هم ... ويقول أحدهم :
إذن فهي كاهنة بني سعد هذيم ... يا عبد المطلب .
ويرد عبد المطلب قائلاً ... نعم و اركل إليها في نفر من أهلي و تركبون معي إليها ... و تطول الرحلة و يشتد حر الطريق فيقول الحارث .
يا أبه لقد فرغ ماءنا و ظمئنا و ظمئ القوم معنا .
لكأني بنا من الهالكين .
وما الرأي يا أبه
نستسقي قريشاً علها تسقينا , أسرع براحلتك خلفي لنحدثهم في الأمر ... و يصلان إلى القوم وقد وقفوا يستهدون لماء ... ركب عبد المطلب يصب إليهم .
ياقوم لقد نفد ماؤنا و أوشك قومي على الهلاك فلو سقيتمونا معكم .. ويقول أحدهم :
لا وحق هبل يا عبد المطلب ما نعطيك من ماؤنا ... ويقول آخر :
نحن بمفازة ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ... ويقول عبد المطلب :
أهذه كلمتكم ...
ولا كلمة غيرها عندنا فعد إلى أهلك.
و يعود عبد المطلب إلى أهله يروي لهم قصته وما وقع له مع قريش حين نفد ماؤه و يستشيرهم في الأمر .
ماذا ترون الآن يا بني عبد مناف و قد رفضت قريش استسقاءنا ...ويرد الحارث :
ما رأينا إلا تبع رأيك يا أبي , فمرنا بما شئت .. وهنا بدلي عبد المطلب برأيه فيقول :
" فإني أرى أن يحفر كل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة , فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته , ثم واروه ... حتى يكون آخركم رجلاً واحداً .. فضيعة رجل واحد يموت بلا قبر بؤوي جسده ـلسر من ضيعة ركبنا جميعا ... ويقول الحارث :
نعم ما أمرت به يا أبه ... و ليحفر كل منا قبره بيده .. هيا ينا .
و ينتهي الجميع من الحفر ويقعد كل واحد فيهم أمام حفرته و تطول جلستهم فيقول الحارث لأبيه عبد المطلب :
هانحن قد حفر كل منا حفرته بنفسه و قعد ينتظر الموت عطشاً أمامها وقريش كلها تنظر إلينا ولا تحرك ساكناً .. ويرد عبد المطلب :
و الله يا حارث إن إلقائنا بأيدينا هكذا للموت , لا نضرب في الأرض , ولا نبتغي لأنفسنا خلاصاً ... لعجز ... فعسى الله أن يرزقنا بماء ببعض الطريق ... يسأله الحارث :
والرأي يا أبي ؟
فيجيب عبد المطلب :
الإثنين 25 يونيو 2012, 8:35 pm من طرف الفارس
» رقص الذئاب
الإثنين 25 يونيو 2012, 8:00 pm من طرف الفارس
» رقص الذئاب
الخميس 07 يونيو 2012, 6:24 pm من طرف الفارس
» عن جريدة القلم الحر / صهاينة وطقوس ماجنة فى بيت لحم
الجمعة 27 أبريل 2012, 5:31 pm من طرف الفارس
» نص معاهدة سايكس بيكو التى يقاتل الزعماء العرب والجامعة العربية من اجل الحفاظ عليها
الأحد 01 أبريل 2012, 3:24 pm من طرف الفارس
» العودة الى مربع صفر وقهر الثورة ... مستحيل
السبت 03 مارس 2012, 4:48 pm من طرف الفارس
» عقبات الثورة المصرية والخروج الآمن من الأزمة
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:22 pm من طرف الفارس
» ضرب الثورة العربية
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:20 pm من طرف الفارس
» الجامعة العربية وحراسة سايكس - بيكو
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:17 pm من طرف الفارس