صحيح
أنّ ميثاق هيئة الأمم المتحدة يتضمّن من النصوص أجمل وأرقى ما أبدعه الفكر
الإنساني، بصدد الحقّ والعدل، والحرية والمساواة، والأمن والسلام، غير أنّ
ذلك كلّه تحوّل إلى مجرّد لغو وكلام فارغ عندما أوكلت الهيئة العامة إلى
مجلس الأمن مهمّة النيابة عنها، وعندما أعطت العضوية الدائمة فيه للدول
الاستعمارية الثرية العظمى، وعندما أعطت لهذه الدول حقّ النقض "الفيتو"
على قراراتها كهيئة عامة وعلى قرارات مجلس الأمن بالذات كسلطة تنفيذية،
وصار بإمكان دولة عظمى واحدة تعطيل قرارات مجلس الأمن حتى لو اتخذت
بالأكثرية، فماذا بقي من هيئة الأمم وميثاقها وقراراتها، وماذا بقي من
مجلس الأمن وقراراته، في حال نقضتها دولة واحدة من الدول العظمى التي
أعطيت حقّ النقض؟ لا شيء في الواقع، إلاّ ما يتفق مع مصالح هذه الدولة
الواحدة ومصالح حليفاتها!
لقد ألغى الأميركيون وحلفاؤهم الأثرياء هيئة الأمم ومجلس الأمن "بالصورة
التي ينصّ عليها الميثاق" منذ لحظة التأسيس الأولى، عندما نجحوا في إقرار
حقّ العضوية الدائمة في مجلس الأمن لهم فقط، وعندما نجحوا في إقرار حقّ
كلّ منهم بالاعتراض أو النقض أو الفيتو! لقد أخذوا من الأمم بالشمال ما
أعطوها إيّاه باليمين! وهكذا رأينا كيف كان اغتصاب فلسطين وإنكار وجود
شعبها إجراءً سهلاً، ومن أوائل القرارات الإجرامية الفظيعة التي اتخذتها
الهيئة الدولية ووضعها مجلس الأمن موضع التنفيذ على الفور!
لقد كان قراراً اتخذته الدول الاستعمارية وحدها وإن هو صدر باسم هيئة
الأمم! إنّ وثائق تلك الجلسة من جلسات الهيئة العامة تعطينا صورة واضحة عن
تصرف واشنطن بالهيئة على أنّها "هيئتها" هي، وليست هيئة أمم، وهذه هي
الحقيقة وهذا هو الواقع فعلاً، فالهيئة إنجاز من إنجازات واشنطن وبند من
بنود استراتيجيتها، منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، فإذا وعينا هذه الحقيقة
فلن يبقى ثمّة داع للعجب، ولا سبب للصدمة والخيبة والذهول!
لقد شكّلت واشنطن هيئة الأمم ومجلس الأمن بصورة تشبه تشكيلات الهيئات
العامة للمساهمين ومجالس الإدارة في شركاتها الاحتكارية المالية والصناعية
والتجارية! فمثلما يمتلك القلائل من الرأسماليين الكبار معظم الأسهم في
الشركة التجارية، وبالتالي يمتلكون الشركة، ويسيطرون على مجلس إدارتها،
بينما آلاف المساهمين الصغار لا يملكون من أمرهم وأمر الشركة شيئاً يستحقّ
الذكر، فإنّ الحال هو كذلك تماماً في هيئة الأمم! إنّ أموال المساهمين
الصغار الضخمة تصبح تحت سيطرة القلّة من الرأسماليين الكبار، وكذلك هو
الحال تماماً في هيئة الأمم، حيث مجلس الأمن أشبه بمجلس إدارة لشركة
احتكارية عملاقة!.
أنّ ميثاق هيئة الأمم المتحدة يتضمّن من النصوص أجمل وأرقى ما أبدعه الفكر
الإنساني، بصدد الحقّ والعدل، والحرية والمساواة، والأمن والسلام، غير أنّ
ذلك كلّه تحوّل إلى مجرّد لغو وكلام فارغ عندما أوكلت الهيئة العامة إلى
مجلس الأمن مهمّة النيابة عنها، وعندما أعطت العضوية الدائمة فيه للدول
الاستعمارية الثرية العظمى، وعندما أعطت لهذه الدول حقّ النقض "الفيتو"
على قراراتها كهيئة عامة وعلى قرارات مجلس الأمن بالذات كسلطة تنفيذية،
وصار بإمكان دولة عظمى واحدة تعطيل قرارات مجلس الأمن حتى لو اتخذت
بالأكثرية، فماذا بقي من هيئة الأمم وميثاقها وقراراتها، وماذا بقي من
مجلس الأمن وقراراته، في حال نقضتها دولة واحدة من الدول العظمى التي
أعطيت حقّ النقض؟ لا شيء في الواقع، إلاّ ما يتفق مع مصالح هذه الدولة
الواحدة ومصالح حليفاتها!
لقد ألغى الأميركيون وحلفاؤهم الأثرياء هيئة الأمم ومجلس الأمن "بالصورة
التي ينصّ عليها الميثاق" منذ لحظة التأسيس الأولى، عندما نجحوا في إقرار
حقّ العضوية الدائمة في مجلس الأمن لهم فقط، وعندما نجحوا في إقرار حقّ
كلّ منهم بالاعتراض أو النقض أو الفيتو! لقد أخذوا من الأمم بالشمال ما
أعطوها إيّاه باليمين! وهكذا رأينا كيف كان اغتصاب فلسطين وإنكار وجود
شعبها إجراءً سهلاً، ومن أوائل القرارات الإجرامية الفظيعة التي اتخذتها
الهيئة الدولية ووضعها مجلس الأمن موضع التنفيذ على الفور!
لقد كان قراراً اتخذته الدول الاستعمارية وحدها وإن هو صدر باسم هيئة
الأمم! إنّ وثائق تلك الجلسة من جلسات الهيئة العامة تعطينا صورة واضحة عن
تصرف واشنطن بالهيئة على أنّها "هيئتها" هي، وليست هيئة أمم، وهذه هي
الحقيقة وهذا هو الواقع فعلاً، فالهيئة إنجاز من إنجازات واشنطن وبند من
بنود استراتيجيتها، منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، فإذا وعينا هذه الحقيقة
فلن يبقى ثمّة داع للعجب، ولا سبب للصدمة والخيبة والذهول!
لقد شكّلت واشنطن هيئة الأمم ومجلس الأمن بصورة تشبه تشكيلات الهيئات
العامة للمساهمين ومجالس الإدارة في شركاتها الاحتكارية المالية والصناعية
والتجارية! فمثلما يمتلك القلائل من الرأسماليين الكبار معظم الأسهم في
الشركة التجارية، وبالتالي يمتلكون الشركة، ويسيطرون على مجلس إدارتها،
بينما آلاف المساهمين الصغار لا يملكون من أمرهم وأمر الشركة شيئاً يستحقّ
الذكر، فإنّ الحال هو كذلك تماماً في هيئة الأمم! إنّ أموال المساهمين
الصغار الضخمة تصبح تحت سيطرة القلّة من الرأسماليين الكبار، وكذلك هو
الحال تماماً في هيئة الأمم، حيث مجلس الأمن أشبه بمجلس إدارة لشركة
احتكارية عملاقة!.
الإثنين 25 يونيو 2012, 8:35 pm من طرف الفارس
» رقص الذئاب
الإثنين 25 يونيو 2012, 8:00 pm من طرف الفارس
» رقص الذئاب
الخميس 07 يونيو 2012, 6:24 pm من طرف الفارس
» عن جريدة القلم الحر / صهاينة وطقوس ماجنة فى بيت لحم
الجمعة 27 أبريل 2012, 5:31 pm من طرف الفارس
» نص معاهدة سايكس بيكو التى يقاتل الزعماء العرب والجامعة العربية من اجل الحفاظ عليها
الأحد 01 أبريل 2012, 3:24 pm من طرف الفارس
» العودة الى مربع صفر وقهر الثورة ... مستحيل
السبت 03 مارس 2012, 4:48 pm من طرف الفارس
» عقبات الثورة المصرية والخروج الآمن من الأزمة
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:22 pm من طرف الفارس
» ضرب الثورة العربية
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:20 pm من طرف الفارس
» الجامعة العربية وحراسة سايكس - بيكو
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:17 pm من طرف الفارس