عائلة تستوطن القطب الشمالي
التغيرات المناخية تهدد قبيلة النينتس القطبية
موسكو
ـ فيما تغرب الشمس على شبه جزيرة يامال في شمال غرب روسيا يحرك فلاديمير
اجاتيتوف زلاجته على اراضي التندرا لإعادة قطيع حيوانات الرنة الذي يرعاه
الى المنزل قبل حلول الظلام.
وينتمي اجاتيتوف الى النينتس وهي قبيلة من الرحل التي تعتمد كليا على
حيوانات الرنة والسمك الذي يعيش في واحدة من ابعد واصعب البقاع في العالم.
وعلى مدى الاف السنين اعتاد أفراد قبلية النينتس الهجرة عبر سهول التندرا
التي تمتد بعيدا في المحيط القطبي الشمالي حيث يضعون متاعهم على زلاجات
تجرها حيوانات الرنة.
غير ان اسلوب حياتهم الفريد الذي لم يمسه تاريخ روسيا المضطرب من الحروب
الاهلية والثورات والتطهير السياسي يتعرض لتهديد خطير بفعل التغير المناخي.
وقال اجاتيتوف "هناك طحالب اقل وهذا هو اول شيء نلاحظه كما اصبحت حيوانات
الرنة اضعف..انها ضعيفة..فيما سبق كانت جميعها بصحة جيدة. اعتقد ان ذلك
يعود الى ان الارض فقدت خصوبتها."
وما يعد امرا سيئا بالنسبة لحيوانات الرنة هو في النهاية سيء ايضا بالنسبة
للرعاة. ويذبح اجاتيتوف وزوجته احد حيوانات الرنة كل اسبوعين ويتناولون
لحمه بدون طهي كما يشربون دمه بعد قتله مباشرة. ويتم تجفيف اجزاء اخرى
وتناولها في وقت لاحق. وهم يستخدمون جلد حيوان الرنة في صناعة الخيام
والملابس والوقاية من برد الشتاء القارس.
ومن اجل اطعام قطعانهم من حيوانات الرنة يهاجر النينتس الى الجنوب لمسافة
تزيد عن 150 كيلومترا كل عام ولا يقضون اكثر من بضعة ايام في مكان واحد.
ولكن تغير المناخ يجعل الهجرة اكثر صعوبة.
وقال ياكوف يابتيك "45 عاما" وهو والد طفلين "بدأ الثلج في الذوبان بصورة
اسرع وقبل ذلك كان يبدأ الذوبان في مايو ولكن الان يذوب كله بحلول نهاية
ابريل وهذا يتسبب في مشاكل لهجرة الرنة. انهم يواجهون متاعب في السير على
التندرا عندما يذوب الثلج كله".
وكأن كل تلك المشاكل لا تكفي فقد لاح في الافق خطر جديد. إذ تحوي شبه
جزيرة يامال اكبر احتياطي من الغاز على الأرض مما دفع شركة جازبروم
الروسية العملاقة للاعلان عن خطط طموحة لاستخراجه.
ويمكن رؤية خط سكة حديد من الجو يمتد خلال التندرا. وافتتح رئيس الوزراء
الروسي فلاديمير بوتين الخط في الشهر الماضي وهو يمتد نحو ثلثي شبه
الجزيرة التي يبلغ طولها 700 كيلومتر وسيخدم اكبر حقل للغاز في روسيا وهو
حقل بوفانينكوفو على الحافة الشمالية من يامال الذي سيغذي خط انابيب نورد
ستريم الممتد الى المانيا اعتبارا من عام 2012.
ويخشى الرعاة والقائمون على حملات حماية البيئة ان يدمر التنقيب عن الغاز
على نطاق واسع البيئة الهشة ويزعج حيوانات الرنة وطرق الرعي الخاصة بقبيلة
النينتس.
وقال فلاديمير تشوبروف رئيس وحدة الطاقة الروسية في جرينبيس "انا متأكد
على سبيل المثال ان تطوير الغاز تم بدون مفاوضات جادة مع السكان المحليين.
اننا لم نسمع انهم اي جازبروم شركة صناعة الغاز جاءت الى هذه القبيلة
ودرست احتياجاتها او ماهو التعويض او كيفية تنظيم البنية التحتية بصورة
افضل لتجنب التأثير على القيم القبلية. ولذا فهذه مشكلة تقليدية ليس فقط
بالنسبة لشبه جزيرة يامال بل لكل روسيا عندما يتعلق الأمر بدخول الصناعة."
وتأكيدا على المشكلة دعا مبعوث الامم المتحدة الخاص لشؤون الشعوب الاصلية
الحكومة الروسية لتكثيف الجهود لضمان عدم تعريض عشرات من السكان الاصليين
الذين يعيشون في اكبر البلاد مساحة للمخاطر بفعل انشطة الدولة التجارية.
وفي التندرا تشعل فالنتينا "52 عاما" موقدها الخشبي لتدفئة الخيمة قبل حلول الليل.
وهي لا تتوقع ان تحصل على اي من المليارات التي يمكن ان تدرها صناعة الغاز
المخزون في اراضي اسلافها. ولكن كل ما تأمل فيه هو ان تكون اسرتها قادرة
على الاستمرار في العيش في التندرا المتجمدة.
وقالت "اريد لاحفادي ان تظل ارضنا.. اي قطعة الارض التي نعيش عليها كما هي
بجمالها الذي لم يمس وطحالبها حتى يتسنى لاحفادي ان يواصلوا رعي حيوانات
الرنة. امل الا تطردنا جازبروم من هنا".
وخارح الخيمة يلعب ابن شقيقها مع حيوان رنة صغير. والصبي الذي لا يتجاوز
عمره ثلاث سنوات ونصف مزود بالفعل بالمهارات الاساسية للعيش كراعي رنة غير
انه يسعد لاسلوب حياة ربما لايكون موجودا عندما يصل الى سن البلوغ.
ـ فيما تغرب الشمس على شبه جزيرة يامال في شمال غرب روسيا يحرك فلاديمير
اجاتيتوف زلاجته على اراضي التندرا لإعادة قطيع حيوانات الرنة الذي يرعاه
الى المنزل قبل حلول الظلام.
وينتمي اجاتيتوف الى النينتس وهي قبيلة من الرحل التي تعتمد كليا على
حيوانات الرنة والسمك الذي يعيش في واحدة من ابعد واصعب البقاع في العالم.
وعلى مدى الاف السنين اعتاد أفراد قبلية النينتس الهجرة عبر سهول التندرا
التي تمتد بعيدا في المحيط القطبي الشمالي حيث يضعون متاعهم على زلاجات
تجرها حيوانات الرنة.
غير ان اسلوب حياتهم الفريد الذي لم يمسه تاريخ روسيا المضطرب من الحروب
الاهلية والثورات والتطهير السياسي يتعرض لتهديد خطير بفعل التغير المناخي.
وقال اجاتيتوف "هناك طحالب اقل وهذا هو اول شيء نلاحظه كما اصبحت حيوانات
الرنة اضعف..انها ضعيفة..فيما سبق كانت جميعها بصحة جيدة. اعتقد ان ذلك
يعود الى ان الارض فقدت خصوبتها."
وما يعد امرا سيئا بالنسبة لحيوانات الرنة هو في النهاية سيء ايضا بالنسبة
للرعاة. ويذبح اجاتيتوف وزوجته احد حيوانات الرنة كل اسبوعين ويتناولون
لحمه بدون طهي كما يشربون دمه بعد قتله مباشرة. ويتم تجفيف اجزاء اخرى
وتناولها في وقت لاحق. وهم يستخدمون جلد حيوان الرنة في صناعة الخيام
والملابس والوقاية من برد الشتاء القارس.
ومن اجل اطعام قطعانهم من حيوانات الرنة يهاجر النينتس الى الجنوب لمسافة
تزيد عن 150 كيلومترا كل عام ولا يقضون اكثر من بضعة ايام في مكان واحد.
ولكن تغير المناخ يجعل الهجرة اكثر صعوبة.
وقال ياكوف يابتيك "45 عاما" وهو والد طفلين "بدأ الثلج في الذوبان بصورة
اسرع وقبل ذلك كان يبدأ الذوبان في مايو ولكن الان يذوب كله بحلول نهاية
ابريل وهذا يتسبب في مشاكل لهجرة الرنة. انهم يواجهون متاعب في السير على
التندرا عندما يذوب الثلج كله".
وكأن كل تلك المشاكل لا تكفي فقد لاح في الافق خطر جديد. إذ تحوي شبه
جزيرة يامال اكبر احتياطي من الغاز على الأرض مما دفع شركة جازبروم
الروسية العملاقة للاعلان عن خطط طموحة لاستخراجه.
ويمكن رؤية خط سكة حديد من الجو يمتد خلال التندرا. وافتتح رئيس الوزراء
الروسي فلاديمير بوتين الخط في الشهر الماضي وهو يمتد نحو ثلثي شبه
الجزيرة التي يبلغ طولها 700 كيلومتر وسيخدم اكبر حقل للغاز في روسيا وهو
حقل بوفانينكوفو على الحافة الشمالية من يامال الذي سيغذي خط انابيب نورد
ستريم الممتد الى المانيا اعتبارا من عام 2012.
ويخشى الرعاة والقائمون على حملات حماية البيئة ان يدمر التنقيب عن الغاز
على نطاق واسع البيئة الهشة ويزعج حيوانات الرنة وطرق الرعي الخاصة بقبيلة
النينتس.
وقال فلاديمير تشوبروف رئيس وحدة الطاقة الروسية في جرينبيس "انا متأكد
على سبيل المثال ان تطوير الغاز تم بدون مفاوضات جادة مع السكان المحليين.
اننا لم نسمع انهم اي جازبروم شركة صناعة الغاز جاءت الى هذه القبيلة
ودرست احتياجاتها او ماهو التعويض او كيفية تنظيم البنية التحتية بصورة
افضل لتجنب التأثير على القيم القبلية. ولذا فهذه مشكلة تقليدية ليس فقط
بالنسبة لشبه جزيرة يامال بل لكل روسيا عندما يتعلق الأمر بدخول الصناعة."
وتأكيدا على المشكلة دعا مبعوث الامم المتحدة الخاص لشؤون الشعوب الاصلية
الحكومة الروسية لتكثيف الجهود لضمان عدم تعريض عشرات من السكان الاصليين
الذين يعيشون في اكبر البلاد مساحة للمخاطر بفعل انشطة الدولة التجارية.
وفي التندرا تشعل فالنتينا "52 عاما" موقدها الخشبي لتدفئة الخيمة قبل حلول الليل.
وهي لا تتوقع ان تحصل على اي من المليارات التي يمكن ان تدرها صناعة الغاز
المخزون في اراضي اسلافها. ولكن كل ما تأمل فيه هو ان تكون اسرتها قادرة
على الاستمرار في العيش في التندرا المتجمدة.
وقالت "اريد لاحفادي ان تظل ارضنا.. اي قطعة الارض التي نعيش عليها كما هي
بجمالها الذي لم يمس وطحالبها حتى يتسنى لاحفادي ان يواصلوا رعي حيوانات
الرنة. امل الا تطردنا جازبروم من هنا".
وخارح الخيمة يلعب ابن شقيقها مع حيوان رنة صغير. والصبي الذي لا يتجاوز
عمره ثلاث سنوات ونصف مزود بالفعل بالمهارات الاساسية للعيش كراعي رنة غير
انه يسعد لاسلوب حياة ربما لايكون موجودا عندما يصل الى سن البلوغ.
الإثنين 25 يونيو 2012, 8:35 pm من طرف الفارس
» رقص الذئاب
الإثنين 25 يونيو 2012, 8:00 pm من طرف الفارس
» رقص الذئاب
الخميس 07 يونيو 2012, 6:24 pm من طرف الفارس
» عن جريدة القلم الحر / صهاينة وطقوس ماجنة فى بيت لحم
الجمعة 27 أبريل 2012, 5:31 pm من طرف الفارس
» نص معاهدة سايكس بيكو التى يقاتل الزعماء العرب والجامعة العربية من اجل الحفاظ عليها
الأحد 01 أبريل 2012, 3:24 pm من طرف الفارس
» العودة الى مربع صفر وقهر الثورة ... مستحيل
السبت 03 مارس 2012, 4:48 pm من طرف الفارس
» عقبات الثورة المصرية والخروج الآمن من الأزمة
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:22 pm من طرف الفارس
» ضرب الثورة العربية
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:20 pm من طرف الفارس
» الجامعة العربية وحراسة سايكس - بيكو
الجمعة 24 فبراير 2012, 7:17 pm من طرف الفارس